کد مطلب:239491
شنبه 1 فروردين 1394
آمار بازدید:99
انقاذ الموقف !! . کیف
قد قدمنا فی الفصل السابق لمحة عن ظروف المأمون فی الحكم، و أشرنا الی أن الوضع كان یزداد سوءا یوما عن یوم .. و الی أنه كان لابد للمأمون من التحرك ، و العمل بسرعة، شرط أن لا یزید الفتق اتساعا، و الطین بلة .. و أن یستعمل كل ما لدیه من حنكة و دهاء، فی سبیل انقاذ نفسه، و نظام حكمه، و خلافة العباسیین بشكل عام ..
و كان المأمون یدرك : أن انقاذ الموقف یتوقف علی :
1- اخماد ثورات العلویین، الذین كانوا یتمتعون بالاحترام و التقدیر، و لهم نفوذ واسع فی جمیع الفئات و الطبقات ..
2- أن یحصل من العلویین علی اعتراف بشرعیة خلافة العباسیین، و لیكون بذلك قد افقدهم سلاحا قویا، لن یقر له قرار، الا اذا افقدهم ایاه..
3- استئصال هذا العطف، و ذلك التقدیر و الاحترام، الذی كانوا یتمتعون به ، و كان یزداد یوما عن یوم - استئصاله - من نفوس الناس نهائیا، و العمل علی تشویههم أمام الرأی العام، بالطرق، و الأسالیب
[ صفحه 193]
التی لا تثیر الكثیر من الشكوك و الشبهات، حتی لا یقدرون بعد ذلك علی أی تحرك ؛ و لا یجدون المؤیدین لأیة دعوة لهم، و لیكون القضاء علیهم بعد ذلك نهائیا - سهلا و میسورا ..
4- اكتساب ثقة العرب و محبتهم ..
5- استمرار تأیید الخراسانیین، و عامة الایرانیین له .
6- ارضاء العباسیین، و المتشیعین لهم، من أعداء العلویین .
7- تعزیز ثقة الناس بشخص المأمون، الذی كان لقتله أخاه أثر سی ء علی سمعته ، و ثقة الناس به ..
8- و أخیرا .. أن یأمن الخطر الذی كان یتهدده من تلك الشخصیة الفذة، التی كانت تملأ جوانبه فرقا، و رعبا . و أن یتحاشی الصدام المسلح معها . ألا و هی شخصیة الامام الرضا (ع)، و أن یمهد الطریق للتخلص منها، و القضاء علیها ، قضاء مبرما، و نهائیا ..